السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فى قصر عظيم على شاطيء نهر النيل عاش فرعون يحكم قومهبطريقة استبدادية ظالمة ..يعذبهم ويظلمهم ويسلب اموالهم ويقتل الذكور منهم لأن احد السحرة قال له:سيولد طفل يحب الناس ويأخذ الملك منه وكلما وضعت امراة من بنى اسرائيل مولودا ذكرا امر فرعون جنوده بقتله ....فى هذه الأيام وضعت ام موسى طفلها لكنها لم تفرح بمولده كما تفرح الأمهات فالخطر حوله والموت ينتظره انها حائرة به خائفة عليه تخشى ان يصل خبر مولده إلى فرعون وهى عاجزة عن حمايته او إخفائه وليس امام ام موسى إلا ان تقوم للصلاة وتدعو ربها ويستجيب الله تعالى لدعائها فيهديها إلى ان ترضعه من ثديها فإذا خافت عليه صنعت له صندوقا والفته فى النهر دون خوف او حزن لأن الله سيرده إليها بعد ذلك وتصنع الأم المؤمنة الصنوق بمساعدة ابنتها ثم تضع وليدها فى الصندوق وتلقى به على سطح الماء وهى فى اشد حالات الحزن والألم لأنها تعلم المصير الذى ينتظره ويحمل الماء الصندوق إلى قصر فرعون وينظر فرعون من قصره للصندوق ويأمر رجاله بإحضاره وفتحه والكل ينتظر فى دهشه ماذا فى الصندوق ؟ طفل صغير جميل يمص اصابعه من الجوع وكل من ينظر إليه يحبه ويتلفت فرعون إلى جنوده ويصرخ اقتلوه اقذفوه فى الماء حتى يغرق ولكن زوجة فرعون قالت : لا تقتلوا هذا الطفل أنه قد يكون مصدر سعادة لنا وعندما كبر موسى كان يصلى لله وفى يوم كان سيدنا موسى يسمع صوت الله وفى هذا اليوم تسلق جبل كبير جدا وطويل فسأله الله لماذا تسلقت هذا الجبل؟ قال له لأراك يا الله............والله فتح من السماء فتحة قدر خرم الأبرة وظهر نور لا يقاومه احد وسجد سيدنا موسى أربعة وربعين يوم.
معجزاته:
انقلاب عصاه حية تسعى ، ثم ابتلاعها حبال سحرة فرعون وعصيهم
2 أن سيدنا موسى عليه السلام أدخل يده في جيبه فإذا هي بيضاء من غير سوء . وهذا حصل لما دخل على فرعون الذي ادعى الألوهية وجرى بينهما الحوار التالي ، قال سيدنا موسى يا فرعون :
وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(104)حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ(105) (سورة الأعراف)
قال فرعون :
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) (سورة الشعراء)
قال موسى
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) (سورة الشعراء)
قال فرعون :
قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (108) (سورة الأعراف)
ويروي بعض المفسرين .. أنّ الله سبحانه وتعالى في المناجاة " قال إني أنا الله " يعني أول كلمة قالها الله سبحانه وتعالى حينما ناجى سيدنا موسى عليه السلام .. إنني أنا الله .. أما أول كلمة نزلت بالوحي على قلب النبي عليه الصلاة والسلام ..
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) (سورة العلق)
فما هو السر يا ترى ؟ السر.. أنّ فرعون قال أنا ربكم الأعلى ، ما علمت لكم من إله غيري فكانت أول كلمة ناجى الله بها موسى ..
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) (سورة القصص)
وليس فرعون ..
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) (سورة طه)
ويروي بعض المفسرين أنّ الله سبحانه وتعالى لما سأل سيدنا موسى قال :
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) (سورة طه)
طبعاً هذه الصيغة صيغة سؤال .. إذا أردت أن تسأل فاستخدم كلمة " ما " الإستفهامية ، فهل يصح بحق الله سبحانه وتعالى أن يسأل ؟ من الذي يسأل دائماً ؟ الذي يريد أن يتعلم ، أو أن يعلم شيئاً يجهله ! فهل يصح هذا بحق الله عزّ وجل ؟ قالوا لا ... ولكن هذه العصا التي بيد سيدنا موسى ..؟.. قال يا موسى وما تلك بيدك يا موسى ؟ سيدنا موسى ... إنها فرصة العمر ... أن يناجي الله رب العالمين :
قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) (سورة طه)
يريد أن يطيل الحوار مع الله عزّ وجل " وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي " وشعر هذا النبي الكريم.. أنه أطال فقــال كلمة ليعرف ما إذا كان يجوز أن يطيل أم لا يطيل .. قال " وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " فإذا كان الله يستحسن منه هذا الحوار الطويل يقول له يا موسى وما هي تلك المآرب الأخرى ؟ ، العملية عملية حوار مع الله عزّ وجل .. مناجاة ، " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " فلو أنَّ الله عزّ وجل يستحسن حواره لقال : وما هي تلك المآرب الأخرى ؟ لكن الله جلّ وعلا أراد أن يذكره أن هذه التي بيده عصاه ، يعني انظر إليها يا موسى ، دقق فيها ، إنها عصاه "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى "
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) (سورة طه)
أي أراد أن ينبهه إلى أن هذه هي عصاه .. انظر كيف أصبحت حية تسعى ! سيدنا موسى.. قال :
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) (سورة الشعراء)
و دائماً أهل الكفر يصرفون حقيقة أهل الإيمان إلى سحر أو خرافة أو ذكاء .. أو ما شاكل ذلك :
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) (سورة الأعراف)
هذا ساحر .. استدعي السحرة من عندك ليغلبوه ! قال فرعون أجئتنا لتخرجنا من أرضك بسحرك يا موسى ، فلنأتينــك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوا. قال موسى موعدكم يوم الزينة ، يوم العيد ، يوم العطلة وأن يُحشر الناس ضحى ...
وتمت المباراة في اليوم المحدد وقدم سحرة فرعون سحرهم أولاً .. فجاؤوا بأشكال تشبه الأفاعي .. وضعوا فيها زئبقاً .. ووضعوا الأفاعي على سطح ساخن فلمــا تمدد الزئبق وهو رجراج تحركت الأفاعي .. ثم ألقى موسى عصاه فأخذت تلقف ما يأفكون ... فهذه الأفعى أكلت كل الحبال وظهرت المعجزة الباهرة حقيقة ناصعة أمام فرعون وأمام جميع سحرته والحشد الذي اجتمع لمشاهدة هذه المباراة الكبرى بين معجزة موسى وسحر سحرة فرعون كبير جداً الأمر الذي جعل سحرة فرعون يخرون سجداً لله عزّ وجل !
قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) (سورة الأعراف)
وكان إيمان هؤلاء السحرة برهاناً دافعاً فرعون ، يثبت له أن هذا ليس سحراً إنما هو إعجاز وأن هذا الرجل هو نبي ... وهذه معجزة .
فموضوع أن تنقلب العصا إلى ثعبان مبين وأن تكون يده بيضاء للناظرين ، المعجزة الثالثة ، طبعاً القصة لها تتمة :
قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) (سورة طه)
إيمان السحرة كان إيماناً معجزاً .. لأنهم سحــرة .. يعرفون أن عملهم سحر ، وأما هذا فليس بسحر بل هي معجزة ! .
وهناك معجزات أخرى تمت على يد هذا النبي الكريم .. هي معجزة الرجز .. وهي على أنواع ..
فهناك رجز السنين وهي سنوات الحدب والقحط وذلك بسبب قلة مياه النيـل وانحباس أمطار السماء على غير عادتهــا !
وهناك رجز نقص الثمرات
و رجز الطوفان
و رجز الجراد
ورجز القمل
ورجز الضفادع .... كثرت عندهم إلى درجة غير محتملة
و رجز الدم
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (136) (سورة الأعراف)
المعجزة الرابعة .. فلــق البحر .. فلما مشى سيدنا موسى مع قومه بني إسرائيل باتجاه خليج السويس وتبعهم فرعون ...
فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) (الشعراء)
ها هو ذا فرعون بخيله ورجله وجماعته وأعوانه وهيبته وسيطرته وقوته يتبعــون فئة مستضعفة معهم نبي كريم .. فلما وصل سيدنا موسى وأصحابه إلى ضفة خليج السويس ... إلى البحر ... وتبعهم فرعون ...
فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) (سورة الشعراء)
ففرعون حينما أدركه الغرق ... قال آمنتُ بالذي آمنت به بنو إسرائيل :
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) (سورة يونس)
فيا أخي الكريم .. يجب أن تستنبط من هذه القصة موعظة كبرى .. لابد من أن تؤمن .. ولكن إيّاك أن تؤمن بعد فوات الأوان !! فإن هذا الإيمان لا ينفعك إذ لابد في ساعة حرجة من أن تؤمن ولكن بعد فوات الأوان ...
وهناك معجزة خامسة .. وسادسة وسابعة وثامنة لسيدنا موسى ... أخذنا فكرة عن بعض هذه المعجزات واتمنى ان يكون حديثنا نافعا للمسلمين
وجزاكم الله خير